dimanche 15 mars 2009

خطر الاسلام السياسي علي الاسلام

خطر الاسلام السياسي على الاسلام
الاء الجبوري
alaa_aljbori@yahoo.com
2008 / 8 / 15


تهديد الدين الاسلامي قضية لطالما كانت تترد على منابر رجال الدين وحتى المفكرين , والتهديد ياتي فقط من اليهود الصهاينة ثم بريطانيا العظمى سابقا وامريكا حاليا حتى اصبحت هذه القضية من البديهيات حتى في اغلب وسائل الاعلام , فعندما يصدر رجل الدين المسلم فتوى تتعارض مع الاسلام ومباديء حقوق الانسان يطلق بعض الاعلاميين عليه "الاسلام الامريكي او اسلام العولمة" , من هو المتهم الاول بتهديد الدين الاسلامي , امريكا ام الاسلام السياسي الذي يستخدم الاسلام للوصول الى مصالحه , وهذا مايثبته لنا تاريخ الاسلام السياسي .

مع بدايات الاسلام بدأ الاسلام السياسي الذي استغل الدين الاسلامي من اجل مصالح سياسية او شخصية وقد تجلى هذا واضحا في الصراع الذي دار بين الامام علي (كرم الله وجهه) وبين معاوية ابن ابي سفيان الذي استغل الاسلام من اجل الحصول الى كرسي الحكم ليؤسس الدولة الاموية ذات النظام الوراثي، ثم جاءت الدولة العباسية لتستغل هي الأخرى الدين الاسلامي وباساليب مخجلة لاتختلف عن أساليب الامويين, الامويون والعباسيون استخدموا الدين الاسلامي للوصول الى الحكم ليؤسسوا امبراطوريات عظيمة ليس وفقا لأبجديات الدين الاسلامي ولكن مثل اساليب كل الامبراطوريات سابقا وحاليا في توسيع نفوذها .
لم يتوقف استغلال الدين الاسلامي عند هذا الحد بل هناك الكثير ممن مارسوا هذا الاستغلال ومنهم العثمانيون الذين احتلوا ومارسوا سياسة التتريك باسم الدين الاسلامي وكذالك الصفويون الذين مارسوا هذا الاستغلال ومايثير السخرية والاشمئزاز ان العثمانيين والصفويين اداروا صراعهم في العراق بطريقة بشعة عندما قتلوا الالاف من العراقيين باسم الاسلام المذهبي من اجل مصالح سياسية قومية تخدم بلدانهم , الاسلام السياسي الذي اعتمده العثمانيون والصفويون ماذا قدم للاسلام والمسلمين في العراق غير ارث من الدماء والفتن داخل الدين الاسلامي ...؟!.

اما في العصر الحديث فقد ظهر الاسلام السياسي في الجزيرة العربية ممثلا بآل سعود ومحمد بن عبد الوهاب مؤسس المذهب الوهابي الذي اخترع اسلاما جديدا كان وبالا على الاسلام عامة والعرب خاصة عندما احتضنته بريطانيا العظمى سابقا وامريكا حاليا لتظهر اول دولة عربية يقودها الاسلام السياسي فهل كانت السعودية المدينة الفاضلة وماذا قدمت السعودية للمسلمين و للدين الاسلامي .

وفي العقود الاخيرة من القرن العشرين ظهرت الجمهورية الاسلامية الايرانية التي استخدمت الدين الاسلامي لتسويق مشروعهم القومي التوسعي وتصدير الثورة الاسلامية الى البلدان التي لها فيها مصالح اقتصادية وسياسية , فماذا قدم الاسلام السياسي في ايران للاسلام وللبلدان التي صدروا لها الثورة الاسلامية ؟
والاسلام السياسي في الجزائر دليل على فشل الاسلام السياسي اضافة الى حجم الاساءة التي الحقها بالدين الاسلامي وتشويه صورته وخاصة عند الغرب عندما لم ينتقم من القيادات الجزائرية التي رفضت تصويت الجزائريين للاسلاميين للوصول الى الحكم لكنه انتقم من الشعب الجزائري بقطع الرؤوس والايادي والارجل وخطف الجزائريات وهتك اعراضهن وغيرها من الاساليب التي كانت مادة دسمة للاعلام الغربي عما يفعله الاسلاميون في الجزائر , فماذا قدم الاسلام السياسي للجزائريين الذين انتخبوه غير الويلات واليتم والرعب والذعر وتشويه صورت الاسلام في الجزائر وفي الغرب .
حركة طالبان الاسلامية في افغانستان التي حكمت في نهاية التسعينات من القرن المنصرم بمنهج ظلامي متخلف فحولوا ملاعب كرة القدم الى ساحات اعدام وجلد النساء وحولوا هذا البلد الى سياط وسيوف لقطع الرؤوس والايادي وتصدير الانتحاريين الى الدول الاسلامية للجهاد ضد الكفر"على حد تعبيرات طالبان" كما فعلوا بالعراق ,ماذا قدمت حركة طالبان الاسلامية لأفغانستان وللاسلام غير انها كانت وبالا على الاسلام والمسلمين وهي من ربطت بين الاسلام والارهاب وانتهت افغانستان بلدا محتلا يتقاذفه ارهاب طالبان الاسلامية .

في السنوات الاخيرة ظهر الاسلام السياسي على الساحة العربية بشكل واضح وقوي وكلهم يعدون الشعوب العربية التي يرزح اغلبها تحت انظمة دكتاتورية بالمدينة الفاضلة اذا ما استلموا الحكم ففي فلسطين التي قاومت اسرائيل بالحجارة التي أثارت تعاطف العالم معها ولكن عندما استلم الاسلام السياسي ممثلا بمنظمة حماس الاسلامية تحولت المقاومة الفلسطينية الى مجاميع تتقاتل فيما بينها وهناك الان 12 فصيل فلسطيني متناحر بسبب ممارسات وتوجهات حماس والجهاد الاسلامي ، اما في لبنان الذي يقوى الاسلام السياسي فيه ممثلا بحزب الله الذي اصبحت طموحاته في جعل لبنان المدينة الفاضلة الى معوق للوصول الى وفاق وطني ومبرر لإسرائيل وامريكا للتدخل في الشأن اللبناني بشتى الطرق , فماذا قدم الاسلام السياسي ممثلا في حزب الله للبنان وللاسلام ؟

وفي مصر يطرح الاسلام السياسي نفسه بديلا سياسيا منقذا لمصر من الفقر وتردي الاوضاع المعاشية والفساد المالي ولكنه فشل في الغاء او الافتاء بتحريم ختان البنات هذه العادة الفرعونية التي البسوها رداء الاسلام ويذهب ضحيتها اكثر من فتاة سنويا !!!.

اما الاسلام السياسي في العراق الذي اخذ موقف المعارض من كل الحكومات العراقية ومكفرا كل الايدلوجيات السياسية إلا ايدلوجيته فماذا قدم للشعب العراقي خلال خمس سنوات ؟ لقد تحول العراق في ظل حكمهم الى عراق سني وعراق شيعي وبالتالي فمن البديهي ان يكون هناك عراق كردي وربما تركماني !!! , اما الديمقراطية التي اوصلتهم الى الحكم صنعوا منها ديمقراطية طائفية قائمة على منهج العنف اقصاء الاخر من غير الاسلاميين او من غير الموالين لهم, والمدينة الفاضلة التي وعدوا بها العراقيين مدينة ينخرها الفساد الاداري والمالي وغياب الخدمات , مدينة هجرها قسرا اكثر من اربع ملايين عراقي فماذا قدم الاسلام السياسي العراقي للعراقيين والاسلام؟ .
من كل تجارب الاسلام السياسي هناك تجربة ناجحة وهي الاسلام السياسي في تركيا والمتمثل في حزب العدالة والتنمية الذي وصل الى الحكم في دولة علمانية لكن نجاحه جاء بسبب من كونه يملك برنامجا سياسيا واقتصاديا جعله ناجحا في حكمه , ولم يات باجندة تكفر العلمانية التي بنيت على اساسه االدولة التركية الحديثة ولم يتدخل في حياة الفرد التركي ليسجل له قائمة من الممنوعات والتحريمات بل احترم خصوصية الفرد التي ينص عليها دستورهم , الاسلام السياسي التركي يمثل الاسلام السياسي الناجح فهل سيستفيد الاسلام السياسي في دول المنطقة من هذه التجربة الناجحة خاصةا بعد فشله الذريع في كثير من الدول ؟ .

بعد هذه المقتطفات عن الاسلام السياسي في عدد من الدول الاسلامية والعربية نتساءل أين يكمن الخطر الذي يهدد الدين الاسلامي ومن المسؤول عن تشويه سمعة الاسلام , بالطبع لااجزم ببراءة امريكا واسرائيل مما يقوم به الاسلام السياسي ولكنهم ليسوا المتهم الاول ، فالعلة تكمن في الاسلام السياسي نفسه و هو الخطر الحقيقي على الاسلام وسمعة الاسلام ليس فقط في المجتمعات غير الاسلامية بل في المجتمعات الاسلامية نفسها ولنا في تجربة الشعب العراقي مثالا على ذلك الذي اكتشف اغلبه في خمس سنوات ورقة الاسلام السياسي العراقي .
اعطى الاسلام السياسي الحق لنفسه ان يحكم باسم الاسلام فهل يتطابق الاسلام السياسي مع روح الاسلام المحمدي وهل كان الاسلام المحمدي دين قطع الرؤوس والايادي وسلب حق الانسان على اساس نوعه ؟ هل استخدم الاسلام المحمدي الانسان ورقة يحرقها من اجل مصالح شخصية او فئوية ؟ هل كان دين اقصاء الاخر كما يفعل الاسلام السياسي اليوم من احزاب كل منها يحمل فكر يتنافر مع الاخر حد التكفير ,

واخيرا اتساءل: هل ستستفيد الشعوب العربية من تجربة الشعب العراقي الذي اختار الاسلام السياسي ودفع غاليا ثمن اختياره, هل سيتذكرون اساليب انتقام الاسلام السياسي الجزائري من الشعب الجزائري هل ستتذكر المرأة العربية اعراض الجزائريات التي هتكها الاسلام السياسي في الجزائر , هل ستتذكر معاناة المرأة السعودية في ظل الاسلام السياسي . هل ستستفيد الشعوب من تجارب غيرها ام ستدفع الثمن غاليا لتكشف حقيقة الاسلام السياسي ومخاطره على الاسلام.. ؟انها تساؤلات فحسب.


أدخل شروط البحث الخاصة بك تقديم نموذج بحث
Web www.ssrcaw.org

1 commentaire:

  1. للاسف مقال لايحتوي اي معلجة جادة لقضيةة فكرية كبيرة
    فهو يركز على اللصور النمطية في الاذهان المريضة عن الاسلاميين

    RépondreSupprimer